لا للكوثر ..

.
.
لا للكوثر ..
لا لشفاعتك العظمى ..
لا للكأس تُرويها ..
يوم المحشر ..
.
لا للحاجة أهواك ..!
ولا للفوز الأكبر ..!
.
بل لامس نبلك قلبي ..
وجمالك في روحي أثر
.
يا عطف معاملة الإيمان
وزهرا في الصخر تفجر
.
يا حامل دمع الأيتام
بقلب بالهم تفطر
.
أنى تكتبك الأقلام
ونورك أنى يحصر !
.
.
.
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام , إنسان استثنائي في كل المعايير المنصفة , آمن بالله وبالرسول , وانعكس إيمانه حرفا بحرف على أفعاله , فكان قلبا يمشي على الأرض , ورحمة تتقاطر على رؤوس الأيتام بالعطف والحنان , والناظر إلى زمان الرجل ومكانه , وظروف مجتمعه , يبقى متحيرا أبد الدهر , كحيرة الباحث في سيرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم , فحين يكون السؤال : من أين لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بكل هذا الذكر والكتاب الحكيم والحكمة والإنسانية العظيمة , يكون السؤال التالي هو : كيف استطاع علي عليه السلام ان يستوعب كل هذه الرحمة الإلهية المتنزلة في شخص النبي الكريم كل هذا الإستيعاب , حتى امسى قرآنا يمشي على الأرض ؟!