.
.
من تخرجنا من الجامعة وكل هذرة الربع في الديوانية او الشيشة او اي مكان مرتكزة على شيئين , مغامراتهم الكاذبه , وأحلامهم بالماستر ..!
مغامراتهم الكاذبة – جزئيا :) - , شيء مغتفر لنا معشر الشباب , فعندما تكون واقعا تحت القصف المركز من صواريخ بوحمود – شخصية خرافية لا تملك اي علاقة منطقية بالواقع ! - عن سفراته لأوروبا بالأشهر , وكيف انه كان له صاحبه في كل قرية من قرى المجر وسلوفاكيا وكل دول شرق اوروبا عموما , فإنك لا تملك الا ان تطلق لمخيلتك العنان وترد على صواريخه بصواريخ أرض جو قصيرة المدى عن مغامراتك في جامعة الفلس – جامعة الكويت العامرة - ..
لكن ما يؤرقني فعلا هو أحلام الماستر , وبالتحديد الـ MBA , ماجستير إدارة الأعمال , الي صارت هبه من هبات الشباب الكويتيين هالأيام ؟! , لا أخفيكم ان احدى طموحاتي الجدية اني احصل على ماستر ادارة أعمال , لكن حقيقة بعدما سمعت عن الأرقام الهائلة من الكويتيين المسجلين في جامعة الكويت والخليج والجامعة الألمانية الي نسيت اسمها – لها مقر بالكويت – ويمكن بعد العربية المفتوحة تفتح برنامج ماستر ..!! , اقول بعدما سمعت بهذه الأعداد الهائلة بدأت افكر جديا بنسيان هذا الحلم نهائيا ..!
يعني مثل ما الديرة صارت مليانه مهندسين من كل حدب وصوب , سوف تصبح مليئة بحملة الماستر قريبا ! , اتوقع بعد عشر سنوات تقدم على وظيفة كاتب بمستوصف يطلبون منك ماستر ..!!
ربما الحصول على ماستر في تخصصي الرئيسي سيكون افضل بكثير , والا شرايكم ؟ :)
..
قبل يومين قاعد بمكتبي بالدوام أتأمل بالحياة , وأخطط للمستقبل المظلم :) , أقلب حساباتي وكيف يمكنني تحقيق لستة طويلة من المشاريع والأحلام , وفي خضم هذه اللحظات العاطفية الجياشة :) , دخل علي العامل البنغالي الي بالقسم , يبي ينظف الزباله تكرمون , فسألته : انت كم راتبك ؟ فقال : 25 دينار , فسألته يكفون ؟ قال : انا الحين صارلي تسع سنوات بالكويت , السنة الي طافت تزوجت , وبعد كم سنة افكر اشتري بيت ..!
قعدت اسولف معاه عن احلامه , اكتشفت انها قريبة جدا من احلامي , لكن مع اختلاف في البقعة الجغرافية الي تشملها الأحلام ..!
لنفرض ان معاشي 1000 دينار , ساعتها اكون انا استلم في سنة وحده ما يعادل معاش هالبنغالي لمدة 40 سنة تقريبا !
يعني لو اعطيه معاشي خلال سنة وحده اكون اختصرت عليه 39 سنة من عمره , تهقون يستاهل اعطيه المعاش ؟ :)
..
في احدى الكورسات الي درستها بجامعة الكويت , كان الدكتور – نسيت شنو كانت الماده , اهي يا اما ادارة اعمال او مقدمة علم اجتماع – كان الدكتور يتكلم عن مشروع قانون لفرض ضريبة دخل على المواطنين الكويتيين , بحيث تشمل الضريبة من يتعدى دخله 30 ألف دينار – مو متأكد من الرقم – وما فوق سنويا ..!
يعني راتبك 2500 , يحوشك القانون , راتبك 2499 , ما يشملك ..!!
كانت حدود من يدخل ومن لا يدخل بالقانون هي اكثر نقطة اعترضت انا عليها , خصوصا ان مسألة فرق الدينار الواحد كانت مسببة لي ازمة منطقية :) , انا اؤيد قانون الضريبة , وعلى الكل , لكن قانون الضريبة التصاعدية , مثل ما هو معمول به في هولندا حسب علمي , بمعنى راتبك الف , عليك ضريبة 0.00005 بالميه , دخلك السنوي مليون , تصير الضريبة 5 بالميه , دخل 10 مليون , تصير الضريبة 25 بالميه , وهكذا , بحيث يكون افقر الناس هم الأكثر استفادة من القانون , واكثرهم ثراءا هم اكثرهم تحملا للضرائب .
وقد يتسائل احدهم , ولماذا لا نساوي الجميع , حيث ان الجميع يعمل ويتعب ليكسب رزقه , سواء من يكسب مليون او من يكسب فلسا واحدا , والجواب هو ان من يكسب مليون يكسبه بما يقدمه له المجتمع من خدمات , وكلما زاد كسبك زادت الخدمات التي استفدت منها من المجتمع بشكل عام , مما يجعلك اكثر مسؤولية تجاه هذا المجتمع .
لكن في الكويت اكثر ما يثير القلق هو ان تنتهي اموال الضرائب – ان تم تطبيق هكذا قانون – في جيوب الحرامية , حيث ان لنا تجارب كثيرة سابقة تجعلنا نخاف على المال العام اشد الخوف , فكيف اذا كانت هذه الأموال تقتطع من رزق ابنائنا وتعبنا اليومي ..!
والإيجابية في هذا الجانب ان المحاسبة الشعبية ستكون اكبر في حال تطبيق قانون الضريبة , فلا اظن ان الشعب سيقبل ان يقوم اشخاص بسرقة ما يقدمونه من ضرائب للدولة امام اعينهم , على عكس المال العام المتحصل من بيع النفط او غيره , ذلك ان الشعب لم يضع الكثير من الجهد في كسب هذا المال , لهذا نجد نوعا من السكوت او عدم الإكتراث من قبل الكثير من الشرائح , حتى انه يوجد لدى البعض نوع من الشعور بعدم الأحقية في محاسبة من يأخذ من المال العام حاليا لإيمانه ان هذا المال ليس من امواله ولا حق له به ..!!
هذا ودمتم بخير ..
هذا الفيديو جزء من مسرحية لبنانيه وصلني بالإيميل , فيه اسقاطات لطيفة :)