.
.
منذ أول مرة سمعت فيها أغنية عبادي الجوهر , حبيبتي , وأنا مأخوذ بجمال الكلمات , ولما عرفت أن شاعرها هو طلال الرشيد رحمه الله برحمته الواسعه , أزداد تعلقي بها , قصيدة شفافه , لكن أكثر ما يحرك مشاعري فيها هو عجز البيت التالي :
الا مشيت الدرب يلهث سرابه ...(ولا سكنت الدار ناداني الباب)
.
.
روح الصعاليك العظماء التي خاطبتني آمرة إياي بفتح هذه المدونة , تخاطبني الآن راجية أن أغلقها ! . وقد صدر أمر الإغلاق منذ زمان طويل, منذ ما يقرب الستة أشهر وانا افكر بإغلاق المدونة , حتى أستشعرت روح الصعاليك العظماء مني عصيانا , فأخذت تترجاني فأتمنع!, وهو لعمري قرار صعب هذا الذي أفكر به.
كنت مأخوذا بجمال عالم المدونات زمانا طويلا قبل إفتتاح مدونتي هذه , وكنت أستمتع بالقراءة فقط , لكن أستفزني بعض المواضيع في أحدى المدونات لأن أفتتح هذه المدونة بهذا الإسم - اللي يفشل شويه :) - , وكانت مؤقته حين أفتتحتها , لكن مع مرور الزمن , تحولت الخيام إلى بيت من الطين , وتحول هو إلى بيت من القلوب الكريمة, وأبتدأت جذوة الصعلكة تخبو , وأخذت جذور المدنية تكبل تمرد الصعلكة القديم ببطىء وحكمة حتى تمكنت منه !
لكن روح الصعاليك العظماء لم تزل تحرقني برسائلها , مهددة تارة , ومرغبة تارة أخرى , والباب اللعين ما انفك يناديني كما نادى الشاعر المرحوم في قصيدته , مما اضطرني إلى أن أخلع الباب في ساعة غضب. لكن نداء الفضاء الممدود خلف الباب المخلوع كان أعلى وأشد وأقسى.
خوف من الإرتباط , أو عدم رغبة به , ربما ..؟ !
خوف من النمطية - أو التنميط - سمها ما شئت , خوف من ان اُوضع بقالب أكبر أو أضيق مني انا .. ربما ..؟!
خوف من ضياع وقت لا ثمن له , أو خوف من اصطدام لا داعي له .. ربما ..؟!
كل هذا ممكن , وقد مررت به , وضعت نفسي في قالب أجهل قياساته , و وُضعت في قوالب أجهل قياساتها , انتحيت نمطا معينا مجبرا , وتم تحديدي في انماط لا أعرفها , ارتبطت بأرواح كريمة كثيرة , تعلمت الكثير , حزنت ولم اعرف سببا لحزني , فرحت ولم ادرك سببا منطقيا واحدا لفرحي , سوى انها صداقة من خلف الشاشات , أحببت ولا أقول عشقت :) , كرهت , غضبت وحلمت , لكني لم اندم يوما على هذه المدونة اللعينه وأفتتاحها في اليوم المشؤوم :).
و الباب الملقى جانبا لم يصمت للحظة ..
حينما أحلل بدايتي مع هذه المدونة - وهي اول مدونة جدية لي مع محاولات سابقة لم تتعدى مواضيعها اصابع اليدين- أجد أنني كنت قد زرعت أساسات الفشل لهذه المدونة منذ اليوم الأول , فالعنوان استفزازي وتهجمي نوعا ما, والنك نيم , كالسراب لا ملامح له , والمواضيع تكتب بأقل عناية وأدنى إهتمام , حتى أنني اعارض نفسي احيانا في مواضيع تتبع بعضها ! , لكن رغم كل العقبات التي زرعها عقلي الباطن , تمكنت أرواح أحبتنا بتفاديها ..!
هل مدونتي ناجحه ؟
نعم .. بالنسبة لي ناجحه :) , وأكاد لا أكذب إن قلت أنها رغم ضحالتها , تبقى من أعمق النقاط في أغوار روحي ..!
مقال سفيد الأخير جعلني أدرك أن النهاية آتية لا ريب فيها , فقد غصصت بالماء زمانا طويلا , ماء حبكم :) , وماء جنوني , وماء الباكه المسلوقه :) ..!
كانت المدونة يوما ما تمثل لي الهواء الذي احتاج للصعود له , لكنها أصبحت الآن جزءا من الماء الذي يشكل زوايا روحي , ويؤطر أحلامي , ويضعها بعلب صغيرة على الرف .!
لهذا لابد من الهروب , ولو لزمن قصير :) ..
.
.
أدري طولتها وأهي قصيرة .. النشله والحراره عاملة عمايل :)
هذا إعلان أن المدونة مغلقة حتى إشعار آخر , أغلب الظن أنها ستبقى مغلقة للأبد , وسوف أفتتح مدونة أخرى , وستعرفوني حتما , لأن أول موضوع في المدونة الجديدة سيكون : أخطبوطيات الحلقة الأخيرة . ولكن قد تغلبني العاطفة , فأعود لأفتتح هذه الشقية مرة أخرى .. حتى ذلك الحين , أترككم في رعاية الله , وأسمحولي بإغلاق باب التعليقات , علشان ما أصير مثل جمال عبدالناصر ههههههههههه
مرحلة بلا طعم
قبل 10 أشهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق