الأجر والعمل .. وفيفي عبده ..!

بداية : كل عام وانتم بخير وعيدكم مبارك ..
تحديث بالأسفل ..

أحد الأصدقاء – من كثر الكلام عن الأصدقاء افكر بتغيير الأسم لمدونة الأصدقاء – يعمل بالحكومة , دوامه شفتات , يداوم يومين صبح , يومين عصر , يومين ليل , وكل شفت ثمان ساعات , من الثمان ساعات عملهم تقريبا ساعة ونص , المكان يحتاج لشخص واحد بالشفت , والحكومة معينه ثلاثة إلى أربعة في كل شفت .
الولد بدأ اول ايامه ملتزم , مر اسبوع , قام يداوم ست ساعات , بعد شهر الولد قام يروح يخلص شغله – ابو ساعة ونص – ويتوكل على الله ويرجع للبيت , وخلال هالفترة هذي كلها ولليوم , هالولد كان يكلمني عن دوامه في كل يوم اشوفه اكثر من ثلاث ساعات , بالإختصار : انا قمت اعرف اسامي الموظفين ومشاكلهم العائلية وكل قصة حياتهم من صديقي هذا , لدرجة اني مرة من المرات كنت ابي اروح اتهاوش مع واحد من الموظفين عندهم لأن وصف صديقي له خلاني اكرهه بدون لا اشوفه ..!
الذي لاحظته على صديقي المسكين هو انه يعيش ازمة نفسية شديدة , بين ايمانه بأن اللقمة لازم تكون بالحلال وانه لازم يرضي ربه ويخدم وطنه , وبين الملل القاتل الذي يعانيه في ساعات الدوام الطويلة والخالية من اي شيء مفيد ! , فحول عقده علي وتعقدت انا , فخلاني افكر بفلسفة العمل والأجر , ولماذا يكون اجر الكهربائي الي يبدل الليت دينار وما يكون دينارين ..؟!
وتفكيري هذا قادني لأماكن بعيدة جدا !!
الأجر والمرتب – حسب فهمي المتراكم حاليا – هو تقدير وتوافق بين الطرفين , الحكومة تجيك تقولك يا حلو انا ابيك تداوم ثمان ساعات باليوم وتعمل في حالة احتجتك – لاحظ انه ربما يمر عليك شهر بدون عمل لكن لازم تداوم لأنه من شروط العقد – وإن ما احتجتك تظل قاعد حالك حال الكرسي تنتظر فرج الله ..!
فأنت – وانا والكثير من الناس – لا تأخذ ما تستحقه من الأجر لأي عمل تعمله نهائيا ..
والسبب بسيط انه لا يمكن تقييم العمل بالمال نهائيا , يعني مثال للتوضيح :
انت محتاج تصلح بابك , وانا نجار .. تجيني تقولي ابيك تصلح الباب اقولك بمليون .. تقولي وايد , اقولك بدينار ونص تقولي اوكي .. اصلح الباب .. وآخذ الدينار ونص ..
لكن كيف تقيس قيمة العمل ؟ ليش مو دينار وستمية فلس ؟ ليش ونص ؟
نتيجة لهذا نعرف انه لا يوجد شيء اسمه اجر عادل وظالم , اكو اجر متوافق عليه , واكو اجر استغلالي , الأجر المتوافق عليه هو ان تكون انت محتاجني , ويكون عندك بدائل كثيرة غيري , فنتيجة لتعامل الناس لفترة معينة من الزمن يكون هناك سعر متداول بين الناس لهذه الخدمة , بحيث اكون انا مغطي تكاليف عملي واخرج بمبلغ يسد احتياجاتي .
وهنا نلاحظ ان الوظائف النادرة ترتفع اسعارها , ليس لأنها شغلة عبقرية فقط , فربما يكون العمل نادرا لكنه لا يحتاج لعبقري لفعله , بل لأنها نادرة , ولحاجتك لهذا الشخص وعدم وجود بدائل , فالميزان يميل لصالحه فيفرض سعره الذي يريده ..!
اما الأجر الإستغلالي فهو ما تقوم به شركات توظيف الخدم وعمال النظافه وغيرهم بالكويت , اترس السوق عمال , فتميل الكفه لصاحب العمل , فيفرض السعر الذي يريده , وليذهب العامل المحتاج للجحيم ..!
مثال إستدلالي :
الرقص الشرقي مثالا ..
فيفي عبده لما تصعد على البست وتردح من المساء لساعات الفجر الأولى , هي حتما تتعب بدنيا ونفسيا – لإزدراء الناس للراقصات – اكثر بكثير من نص موظفي القطاع الحكومي بالكويت , بما فيهم صديقي المذكور اعلاه ..
فلماذا ينظر الناس للرقص على انه ليس مهنة شريفة ؟ المره تردح وتكدح طول الليل .. وهم تونس العالم .. بعد شنوا كثر من جذي تعب ؟
...
ملاحظة :
الحالة الوحيدة التي ممكن ان يكون الأجر فيها مساويا للعمل , هو ان تقوم بعمل ما , ويكون اجرك ان يقوم الشخص بنفس العمل لك ..
مثلا :
اييب لك قلاص ماي .. وبعد ساعة تييب لي قلاص ماي . .
وبهذا المثال يشترط ان يكون المجهود المبذول بالحالتي متساوي وإلا انتفى التعادل بين العمل والأجر ..
والله ولي التوفيق ..
............
قبل قليل – بعد كتابة البوست – مررت على احدى المدونات , واثارت هذه المدونة بعض الأفكار المدفونه في عقلي الباطن , والمتعلقة بالثواب والعقاب في الدين – بشكل عام - .. فأحببت ان اضع هذا التحديث ليكون موضوع حديث المقال القادم عن الثواب والعقاب في الدين ودوره في نشأة الأديان وتكوينها – من نظرة دينية ولادينية - ..