.
في لحظة من الزمان الخادر، المفعم بالكسل ، تلفع بشته (عباءته) الشتوية ومضى يمشي بين الحشائش البرية. الناس نيام في قيلولتهم ، وهو هائم في صحوته الأبدية ، مضى يتأمل الربيع بقلق الأم على ابنها، تعتصره العبرة بلا سبب واضح، من سيحمي هذه النباتات البريئة من الصقيع القادم ليلا ؟!
.
.
لم يعاقر الخمر يوما ، لكنه لا يتخيل الجنة بدونه !، فما هي الجنة غير قيلولة أبدية ، يصحو فيها من نومه ويفارق صحوته المزعجه !، لهذا حرمت الخمر ، او هكذا يظن ! لأنها من المتع التي لا يحتمل عبئها الفانون ، وحدها الأرواح الخالدة تعرف لذة السكر ، وحدها تعرف معنى الإنسلاخ والتجرد من هذه الصحوة المزعجة التي يعيشها هو كل يوم !
.
.
يرفع صخرة من الأرض فتخرج خنفساء متسارعة كأنها فتاة كشف سترها ، فيشعر بالخجل ويعيد الصخرة مكانها ، ويمضي متفكرا بما ستفعله هذه الخنفساء بعد فضيحتها بسببه ! ، هل سيغفر لها اهلها هذه الفضيحة ؟!، ام انها ستنفى الى الصخرة المجاورة الى الأبد ! ، ثم تتمادى فيه الأفكار بعد ان مشى مسافة مئة متر مبتعدا عنها ، فيعود ليرى هل توجد صخرة اخرى تلجأ لها هذه الخنفساء المسكينة ؟
.
.
يشعر برجفان قلبه ، يحس ان ذكرى قديمة تحوم بالمكان ولكنه لا يدرك كنهها ، انها بالتأكيد ذكرى حزينة ! ، تدمع عيناه أسفا ، يضيق نفسه ويحس حرقة بين أضالعه . يتخيل نفسه وقد باغته ملك الموت ، فيصحو من اضغاث احلامه.
.
.
لماذا يعيش النمل ؟ هل ليموت ؟ ام ليحيا ؟ ام لسبب آخر بين السببين ! خطر بباله هذا السؤال وهو يرى جموع النمل تركض بفرح بعد رحلة طويلة من اثر رجله على الرمل الى الأثر الآخر !
.
.
هناك تعليقان (2):
رائع
سعيدة بعودتك
الزين ..
اهلا بك
انا سعيد ايضا 😊
إرسال تعليق