مسألة فهم النص وتفسيره قديمة قدم الكلام والكتابة , حين قال الله لآدم وحواء ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين , ماذا فهم آدم وحواء من ذلك ؟ , وما هو معنى ظالمين في الآية , هل كان النهي للتحريم ؟ ام للكراهية ..؟ وهل كان سيدنا آدم معصوما ؟ وإن كان معصوما كيف يتفق ان يخالف المعصوم اوامر الله ..؟
هذا من اوائل النصوص التي عرفتها البشرية – حسب الفهم الديني للتاريخ البشري - , ونرى كيف كان هذا النص مليئا بالأسئلة , وانا واثق ان الكثير منكم يملك الكثير من الأجوبة عن هذه الأسئلة , لكن ما هو الصحيح من هذه الأجوبة , وكيف نتوصل لفهم ما هو مقصود النص , وهل يقتصر النص على معنى واحد ؟ وهل يجوز ان يكون للنص اكثر من معنى ..؟
كل هذه الأسئلة اعلاه كانت الشغل الشاغل لعلماء مسلمين وغير مسلمين , قضوا حياتهم بأكملها وهم يحاولون الوصول إلى الفهم الأمثل للنصوص التي بين ايديهم , سواء النصوص الدينية او النصوص الأدبية والفلسفية والعلمية , والملاحظ ان الإختلاف وإن كان كبيرا وملاحظا بشدة في النصوص الدينية , إلا انه لم يقتصر عليها , بل ان نصوصا فلسفية وأدبيه وغيرها كانت اشد وضوحا من الشمس على لسان قائلها , أصبحت بعد وفاته من اكبر المعضلات التي حاول تابعوه ان يحلوا رموزها !!
ولكن كان سوء الفهم يأتي دائما بعد غياب صاحب النص , او صعوبة الوصول إليه لسؤاله عن مقصده مما يقول , اما ان يكون النص موجودا , وصاحب النص متوفرا لسؤاله , ومع هذا يكون لدينا الكثير من سوء الفهم , بل والكثير من الإنحراف في التفسير , وتحميل النص اكثر مما يحتمل من تفسيرات غريبة عجيبة , فهذه معضلة يجب ان نحاول حلها .
لا أخفيكم انني اتهم اللغة العربية في كثير مما نعانيه من مشاكل في التعامل مع النصوص , فلغة النص هي كالوعاء الذي نصب فيه الكلمات , فإن كان الوعاء ضيقا , فإنه بوسعنا رؤية النص في حدوده الضيقة , اما اللغة العربية فهي وعاء اكبر من البحر , يستطيع كل منا ان يصب كلماته فيها , ويأتي بعد حين وينكرها , ولن يستطيع احد ان يثبت عليه شيئا !!
لكن عامل اللغة في رأيي هو عامل بسيط مقارنة بعامل سوء الظن , او حب الإختلاف , ربما حبا بالظهور , فكثير منا يحب ان يبدي رأيا مخالفا لكي يثبت وجوده , فهذا لا بأس به إن لم يكن هناك تسفيه لرأي الآخرين .
فكيف نتمكن من جعل ما نكتبه واضحا , ولا نفتح المجال لسوء الظن ..؟
اظن من خبرتي المتواضعة في التدوين , ان الإختصار يكون مفيدا احيانا , بمعنى ان لا نكثر من الشرح فهذا يفتح المجال لتفاسير كثيرة , وإن كان الموضوع او القضية التي تطرحها قضية جدية ومهمة من وجهة نظرك , فالأفضل ان لا تصحبها بتهريج لا داعي له ! , نعم احيانا تكون السخرية من شيء هي الطريقة الأمثل للقضاء عليه , لكن ليس دائما !
وهناك طريقة اتخذها المدون العزيز فرناس , وهي كتابة توجهه الفكري بخانة خاصة على يمين المدونة , فهذا قد يفيد في بعض الحالات إن قرأت مقالا استفزني لهذا المدون , اعود واقرأ توجهه الفكري , فأولا وآخرا نحن – القراء – بشر ونملك مخزونا هائلا من المشاعر والأفكار المسبقة التي تجعلنا نحرف المعنى لما نقرأه وربما نختلق افكارا ليست موجودة بالنص !! , فإن قراءة توجهه الفكري – اي بمعنى آخر معرفة الشخص خلف شاشة الكمبيوتر – قد تساعد على فهم أفضل لما يكتبه ..
والله ولي التوفيق !
هذا من اوائل النصوص التي عرفتها البشرية – حسب الفهم الديني للتاريخ البشري - , ونرى كيف كان هذا النص مليئا بالأسئلة , وانا واثق ان الكثير منكم يملك الكثير من الأجوبة عن هذه الأسئلة , لكن ما هو الصحيح من هذه الأجوبة , وكيف نتوصل لفهم ما هو مقصود النص , وهل يقتصر النص على معنى واحد ؟ وهل يجوز ان يكون للنص اكثر من معنى ..؟
كل هذه الأسئلة اعلاه كانت الشغل الشاغل لعلماء مسلمين وغير مسلمين , قضوا حياتهم بأكملها وهم يحاولون الوصول إلى الفهم الأمثل للنصوص التي بين ايديهم , سواء النصوص الدينية او النصوص الأدبية والفلسفية والعلمية , والملاحظ ان الإختلاف وإن كان كبيرا وملاحظا بشدة في النصوص الدينية , إلا انه لم يقتصر عليها , بل ان نصوصا فلسفية وأدبيه وغيرها كانت اشد وضوحا من الشمس على لسان قائلها , أصبحت بعد وفاته من اكبر المعضلات التي حاول تابعوه ان يحلوا رموزها !!
ولكن كان سوء الفهم يأتي دائما بعد غياب صاحب النص , او صعوبة الوصول إليه لسؤاله عن مقصده مما يقول , اما ان يكون النص موجودا , وصاحب النص متوفرا لسؤاله , ومع هذا يكون لدينا الكثير من سوء الفهم , بل والكثير من الإنحراف في التفسير , وتحميل النص اكثر مما يحتمل من تفسيرات غريبة عجيبة , فهذه معضلة يجب ان نحاول حلها .
لا أخفيكم انني اتهم اللغة العربية في كثير مما نعانيه من مشاكل في التعامل مع النصوص , فلغة النص هي كالوعاء الذي نصب فيه الكلمات , فإن كان الوعاء ضيقا , فإنه بوسعنا رؤية النص في حدوده الضيقة , اما اللغة العربية فهي وعاء اكبر من البحر , يستطيع كل منا ان يصب كلماته فيها , ويأتي بعد حين وينكرها , ولن يستطيع احد ان يثبت عليه شيئا !!
لكن عامل اللغة في رأيي هو عامل بسيط مقارنة بعامل سوء الظن , او حب الإختلاف , ربما حبا بالظهور , فكثير منا يحب ان يبدي رأيا مخالفا لكي يثبت وجوده , فهذا لا بأس به إن لم يكن هناك تسفيه لرأي الآخرين .
فكيف نتمكن من جعل ما نكتبه واضحا , ولا نفتح المجال لسوء الظن ..؟
اظن من خبرتي المتواضعة في التدوين , ان الإختصار يكون مفيدا احيانا , بمعنى ان لا نكثر من الشرح فهذا يفتح المجال لتفاسير كثيرة , وإن كان الموضوع او القضية التي تطرحها قضية جدية ومهمة من وجهة نظرك , فالأفضل ان لا تصحبها بتهريج لا داعي له ! , نعم احيانا تكون السخرية من شيء هي الطريقة الأمثل للقضاء عليه , لكن ليس دائما !
وهناك طريقة اتخذها المدون العزيز فرناس , وهي كتابة توجهه الفكري بخانة خاصة على يمين المدونة , فهذا قد يفيد في بعض الحالات إن قرأت مقالا استفزني لهذا المدون , اعود واقرأ توجهه الفكري , فأولا وآخرا نحن – القراء – بشر ونملك مخزونا هائلا من المشاعر والأفكار المسبقة التي تجعلنا نحرف المعنى لما نقرأه وربما نختلق افكارا ليست موجودة بالنص !! , فإن قراءة توجهه الفكري – اي بمعنى آخر معرفة الشخص خلف شاشة الكمبيوتر – قد تساعد على فهم أفضل لما يكتبه ..
والله ولي التوفيق !
هناك 6 تعليقات:
يمكن و يمكن
احيانا معرفة من يكتب المقال تفسد المقال بما فيه
حياك الله يا ابوسلمى ..
نعم .. ما تفضلت به صحيح تماما ..
عموما كل شيء له جانب سلبي وإيجابي ..
شكرا ..
إنت وينك ياخوك!
إشتقنالك و إشتقنا لكتابتك
أدري إني أنا اللي كنت قاطع، بس موجود ياخوي موجود
خوش بوست و خوش حجي
ذكرتني بمقالة كتبها مرة الكاتب الكبير أنيس منصور على صفحات جريدة الشرق الأوسط و كان يتكلم فيها عن الكتابة و إسلوبها و فهمها
شغله مهمة تأثر على فهم القراء للكاتب برأيي و أتمنى إنك تسمحلي أزيد عليك فيها، إهي مزاج الكاتب...
و ساعات أنا أكتب سوالف اكون خلال كتابتها معصب ولا زعلان ولا حتى مستانس و مفرفش.. و تلقى الإنطباع العام يختلف، و فهم القراء، ولو انهم ما يقدرون يستشفون مزاجي، لكن كل شي يتغير
عكس لما أكتب شي وانا هادي الأعصاب.. و يهمني إني أوصل الفكرة أكثر من مجرد النقاش والهذرة على روس القراء في مدونتي
و شغلة ثانية إنت تفضلت فيها، كثرة الغشمرة و التنكيت، أتفق معاك إنها المفروض تقل، لكن ساعات أجبر إني أحط سوالف تضخك إما علشان أخفف من ثقل الموضوع خاصة إذا كان ثقيل في الأساس نفس المواضيع السياسية... أو من القهر و على مبدأ شر البلية ما يضحك!
من مقالة أنيس منصور، كان يقول إن في كتاب مشاهر، الصراحة ما أذكر أساميهم، بس واحد منهم مثلا كان قبل لا يكتب... يلبس أكشخ شي عنده، و يطلب من الخدم يشبون كل الليتات بالبيت جنها حفلة، و كان مؤمن ان هالشي يأثر على اسلوبه في الكتابه و فهم القارئ للموضوع
و كاتب ثاني كان يكتب مواضيعه مفصخ كما ولدته أمه، وكان يؤمن إن هالشغله تحرره من كل العوائق الدنيوية
للأسف ما أذكر أساميهم، لإنهم من كبار الكتاب
و تحياتي عزيزي
موضوعك هذا خلاني أطق بريك !
لأنني كنت أنوي ان اكتب ما يشابهه كمقدمة لموضوع آخر ، و لكن أجد أنك تعمقت فيه بناحية معينة منه أكثر .
جميع ما يكتبه الإنسان يُقاس على توجهه الفكري أو يمكن أن يستشف من خلال بيئته و تصرفاته ، و قد أعجبتني احدى القواعد التي يتعامل بها الأصوليون مع ما وصل لهم من الكتب القديمة و هو " التأويل العرفي " .
فلو كان شخصا ما مشهورا بمواقف و آراء معينة ثم وُوجد ما يخالف آرائه المنشورة و انقطعت السبل عنه لادراك معنى قوله منه مباشرة ، فإن قوله هذا يؤل على المعروف من مهجه و يُقبل به .
مهما كان فالإنسان لا يخلو من الهنات ، و مصدر الهنات اللسان ، فأفضل طريقة لعدم الخطأ هي الصمت :)
بافاد أيها العزيز ..
والله انا الي مقصر يا عزيزي ..
لكن للعلم ترا انا اقرأ اكثر بعشرات الأضعاف مما اكتب ..
بالدوام اقرأ احيانا اكثر من خمسين مدونة , لكن خاصية التعقيب محجوبة بالدوام ..
فلما ارجع للبيت لا استطيع التعقيب لأني نسيت ماذا اريد ان اقول :) ..
شكرا لمروركم عزيزي ..
عزيزي سفيد .. حياك الله ..
ليش البريك يا استاذي .. ننتظر موضوعك ولا تتحجج .. :)
عموما هو موضوع تأويل النص وقراءته موضوع فلسفي عميق ومتعب ..
ولا اظن ان المدونات – الكويتية خصوصا – مهيئة لإستيعاب مواضيع كهذه ..
ربما في دوائر ثقافية ملمومة يكون النقاش بهكذا مواضيع ممتعا اكثر :)
لهذا انا طرقت الموضوع من ناحية نصوص المدونات ..
شكرا لمروركم اخي وعذرا لتقصيرنا ..
إرسال تعليق